ضاق موظف كفء في الحكومة بعجزه عن الحصول على ترقية يستحقها منذ مدة طويلة فطلب إلى رئيسه أن ينقله إلى إدارة أخرى .. لكن الرئيس ثار واحتج على هذا الطلب .
وذات صباح بعد أيام طويلة من النزاع والخلاف تلقى الرئيس الغاضب مظروفاً كتب عليه "شخصي جد" .. ولما فتحه وجد بداخله هذه القصة التي يرويها لكم الشاعر الرجيم : يحكى أن والياً اتخذ فلكياً أوتي من القدرة مايمكنه من التنبؤ بحالة الجو , وذات مساء اعتزم الوالي الخروج للصيد وكان المكان الذي أراد الذهاب إليه مجاوراً لمنزل حبيبته الفاتنة عروب . ففكر الوالي في أن يرتدي أفخر مالديه من ثياب وسأل فلكيه : هل ستمطر السماء؟ فرد الفلكي قائلاً : " لا ..ياسيدي لن تمطر السماء.. لن تمطر ولاقطرة واحدة " .
ولبس الوالي أفخر ثيابه وقصد إلى حيث قرر أن يصطاد وبينما هو في الطريق إذ قابله فلاح يركب حماراً وقال الفلاح للوالي : " أيها الوالي إذا لم تكن تريد أن تبتل ثيابك فيجدر بك أن تعودَ إلى منزلك ؛ لأن السماء تنذر بمطر غزير .
فرد عليه الوالي قائلاً " لقد اتخذت متنبأ لي ينبئني بالجو , وقد قال لي إن المطر لن ينزل .. حتى ولاقطرة واحدة "
وهكذا مضى الوالي إلى غايته ولم تلبث الأمطار أن هطلت بغزارة فغرقت ثيابه , ورأته فتاته عروب فيما هو فيه فضحكت ضحكاً شديداً .
وعاد الوالي إلى قصره مسرعاً فطرد فلكيه ’ ثم أصدر أوامره بإحضار الفلاح الذي قابله .. وجيء بالفلاح فقال له الوالي : " أيها الفلاح لقد طردت فلكيي وإني لأرغب في اتخذاك لي متنبئاً تكشف لي تنبؤات الجو كلما أردت"
فرد الفلاح قائلاً : أيها الوالي إني لست متنبئاً .. كل ما أفعله أن انظر إلى حماري فإذا كان المطر وشيك النزول أرخى الحمار أذنيه . وكلما كانت أذنا الحمار أكثر ارتخاءً كان المطر أكثر غزارة .. وكانت أذنا الحمار حينما قابلتك هذا المساء مرتخيتين إلى جانب رأسه "
حينئذ قال الوالي : " عد أيها الفلاح إلى منزلك وسأعين لي منذ اليوم حماراً على المرتبة الممتازة .
وكانت تلك بداية المأساة .. فقد استولت الحمير على جميع المناصب الكبرى منذ ذلك الحين ولم يعد للإنسان أدنى قيمة .
وعلى إثر ذلك نُقل الموظف نقلاً تأديبياً إلى خرير ...
منقول للفائده...
من منتديات شبكة نت